صحيفة عربية: الرياض تراهن على الوقت وصنعاء تراهن على الميدان والمسار السياسي حاجة يسعى إليها الجميع
20 يوليو، 2016
772 11 دقائق
يمنات – صنعاء
قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إن خلاف وفدي التفاوض في مفاوضات السلام اليمنية بالكويت، اظهرت أن الخلاف يكمن في تحديد أولويات جدول أعمال التفاوض.
و أوضحت أنه في الوقت الذي يصرّ وفد الرياض على إلزام الطرف الآخر بتنفيذ القرار الدولي الداعي إلى الانسحاب من المدن، بالإضافة إلى نزع سلاح أنصار الله الثقيل و تسليمه للجيش الموالي للسعودية، يطالب وفد صنعاء بتشكيل حكومة وفاق وطني ومجلس رئاسي بدايةً، بالتزامن مع بدء اللجان الأمنية المتفق عليها عملها في سحب السلاح الثقيل والانسحاب التدريجي من المدن.
و أشارت أن ذلك يتم من جانب شكلي، أما حقيقة الأمور فهي مختلفة كلياً عمّا تبدو عليه مشاورات الكويت إعلامياً.
و لفتت إلى أن المفاوضات الدائرة هي انعكاس لموازين القوى الإقليمية، إذ تحاول القوى الدولية رسم خريطة المنطقة بما يتوافق مع أجنداتها وبما يعزز حضور حلفائها. معتبرة أن الأرجحية في هذا المجال ليست لحلفاء واشنطن.
و قالت: اليمن هو إحدى الساحات المفتوحة، إن كان من جهة الحرب التي تشنها السعودية على البلد، أو من جهة الاقتتال الداخلي بين الأطراف اليمنية.
و أضافت: السؤال المطروح هنا: هل تصل هذه الجولة المسقوفة بخمسة عشر يوماً إلى النتائج المرجوّة، أي حلول وسط ترضي الطرفين..؟
و أوضحت، أنه للإجابة على هذا السؤال، يجب العودة إلى السقف الذي وضعته السعودية منذ الأيام الأولى للحرب على اليمن، التي كان هدفها المعلن القضاء على «أنصار الله» وإلزامهم بـ«العودة إلى جبال مران» في صعدة.
و تابعت: السعودية لم تحقق أهدافها من الحرب، ولم تستطع إخضاع اليمن، في وقت تشوهت فيه صورة جيشها المهزوم على الحدود بين البلدين، كذلك فإن سمعتها الدولية تضررت جراء مجازرها بحق الشعب اليمني وأطفاله. لكنها في المقابل لم تنكسر بعد أو تصل إلى المرحلة التي تفكر فيها بعقلانية وفق استراتيجيات الحروب أو الخروج الآمن من الصراع برمته.
و أوضحت أن السعودية ترى أن الحلول الوسط هي لمصلحة اليمن، وتصر على أن يكون بالكامل تحت وصايتها وهيمنتها، الأمر الذي أصبح مستعصياً ولا يمكن القبول به من مكونات الشعب اليمني مهما غلت التضحيات.
و أشار الصحيفة أنه ظهر صعوبة الاستمرار بالحرب سعودياً، على الأقل بالنسخة التي بدأت بها، ما يعني أنه بات لزاماً على الرياض الخضوع للضغوط الدولية المطالبة بإيجاد مسار سياسي من خلال المفاوضات المباشرة بين صنعاء والرياض وبين الأطراف اليمنية المتنازعة.
و عطفاً على السؤال السابق، عمّا إذا كان المسار السياسي التفاوضي المعمول به حالياً هو من أجل الوصول إلى نتائج سياسية تفضي إلى الاستقرار باليمن، أم أن هذا المسار مطلوب إبقاؤه حياً لمواجهة الضغوط والتفلت من المطالبات الدولية الداعية إلى الحوار.
و نوهت إلى أن الطرفين، السعودي واليمني، قبلا بالهدنة الحالية التي رسمت حدود الصراع بينهما كلٌّ حسب أجندته وحساباته. موضحة أن السعودي حريص جداً على وقف إطلاق النار على الحدود بين البلدين والقول إن الصراع في البلد هو داخلي يقتصر على الأطراف اليمنية، والادعاء أن مشاركته بالحرب كانت فقط تحت سقف «مناصرة الشرعية» المتمثلة بالرئيس هادي المعترف به عربياً ودولياً. أما «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام»، فقد كان سقفهم السياسي منذ البداية وحتى اللحظة، ينسجم مع سيادة اليمن، ومع التعاون مع الجميع على قاعدة حسن الجوار والتفاهم لحل القضايا العالقة.
و أشارت إلى أن المسار السياسي التفاوضي (الذي كان دائماً مطلباً يمنياً) وفر الفرصة لـ”أنصار الله” و المؤتمر الشعبي” لعرض مطالبهم المحقة أمام الرأي العام العربي والعالمي، وهو يخفف ولو قليلاً معاناة الشعب.
و قالت الصحيفة: تبقى المفاوضات في إطار مسارها السياسي الحالي في الكويت حاجة للجميع، بمن فيهم الولايات المتحدة.
و أضافت: واللافت أن واشنطن تعزز حالياً حضورها المباشر جنوبي البلاد بحجة محاربة «القاعدة»، ويتسع هذا الحضور مع مرور الوقت عبر تعزيز القوات المرابطة في قاعدتي العند شمالي عدن ومطار الريان في حضرموت.
و لفت إلى أنه يبدو أن المطلوب هو بقاء «صورة» المفاوضات إلى حين موعد الانتخابات الأميركية، للقول إن المسار السياسي مستمر بغضّ النظر عمّا إذا كانت المفاوضات لذاتها أو لتحقيق نتائج فعلية. وكذلك، إلى حين اقتناع السعودية بترك اليمن ينجز سيادته واستقلاله. مشيرة إلى أن هذا لن يحدث في المدى المنظور، إذ ستستمر الرياض بالرهان على الوقت، وسيبقى رهان صنعاء على الميدان في إحداث ضغط يجبر السعودية على إنهاء الصراع.